حرب أكتوبر.. نقطة تحول في الصراع العربي الإسرائيلي
لا يخفى على أحد أن نكسة يونيو عام 1967 هزت الوجدان المصري والعربي، فيما رسخت لدى الإسرائيليين شعوراً زائفاً بأنهم قوة لا تُقهر، رغم الجهود المتكررة التي بذلها الرئيس المصري أنور السادات لتحريك عملية السلام قبل حرب أكتوبر، مثل اقتراح فتح قناة السويس في حال انسحاب إسرائيل 50 كيلومتراً شرقاً، لم تؤخذ تلك المبادرات بجدية من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة، بسبب الشكوك حول قدرة مصر والعرب على تغيير الواقع السياسي أو العسكري.
في ظل هذه الظروف، اتخذ السادات قراراً جريئاً ببدء حرب أكتوبر 1973 بالتنسيق مع سوريا.
وهدف الحرب كان واضحاً؛ إعادة الأراضي المصرية المحتلة وفتح باب المفاوضات لتحقيق سلام شامل في المنطقة، مع السعي لتلبية حقوق الشعب الفلسطيني. وبفضل القيادة الحكيمة للمشير أحمد إسماعيل، ودور القوات المسلحة المصرية البطولي، استعادت مصر والعالم العربي الثقة بعد تحقيق إنجازات عسكرية مذهلة مثل تدمير خط بارليف وتجاوز التفوق الإسرائيلي.
تجاوز الأداء العسكري المصري كافة التوقعات، كما أثبتت الوثائق الإسرائيلية التي أُفرج عنها مؤخراً.
كانت إسرائيل تتابع التحركات العسكرية المصرية، لكنها لم تتوقع أن تقدم مصر على شن الحرب بسبب الاعتقاد السائد بتفوقهم العسكري. ومع قرب نهاية الحرب، استعادت مصر مكانتها في الساحتين الإقليمية والدولية، حيث أقر الرئيس الأميركي نيكسون بأهمية مصر كقوة إقليمية رئيسة، الأمر الذي مهد الطريق لعلاقات جديدة مع الولايات المتحدة.
حرب أكتوبر لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل كانت بداية حقيقية لعملية السلام التي أعادت تشكيل الواقع في الشرق الأوسط، وغيّرت النظرة الدولية إلى مصر والعالم العربي.